الاسطـورة عـمــو بــابــــا ( شيخ المدربين ) ولـمـ ح ــات عـن سيـرتـهـ الـذاتيــة
كانت ولادته ببغداد بتاريخ 27/11/1934
اسمه الكامل عمانوئيل بابا داود , وعمانوئيل كلمة ارامية تعني (الله معنا)
وناداه أقرانه الصغار بالمختصر (عمو بابا) واصبح فيما بعد اسم الشهرة
واطلقه عليه المعلق الرياضي اسماعيل محمد أثناء تعليقه الإذاعي على المباراة التاريخية
بين الجيشين العراقي والمصري عام 1955
ظهرت عليه أولى علامات النبوغ أثناء اللعب في مدرسة الحبانية الابتدائية
عام 1948 ثم في فريق الـ (سي سي) وفي المنتخب المدرسي للواء الدليم.
مارس العاب الساحة والميدان والسلة والسباحة والتنس إلى جانب كرة القدم.
اكتشفه خبير الكرة اسماعيل محمد وضمه لمنتخب العراق المدرسي المشارك بالدورة المدرسية
العربية الثانية بالقاهرة عام 1951 ولعب شوطا واحدا في المباراة (0/2).
انتقل من الحبانية إلى بغداد وانضم إلى فريق الحرس الملكي عام 1954
ومثل منتخب جيش العراق لاول مرة أمام الفريق المصري في 30/1/1955.
في الموسم الرياضي 1958 ظهر في صفوف القوة الجوية ,
ولعب كذلك لفريق المصلحة والكلية العسكرية والنادي الاثوري.
اشهر واعظم لاعبي زمانه وهداف العراق الأول والمهاجم الظاهرة في كرة القدم العراقية
في العقدين الخامس والسادس من القرن العشرين ,
جال وطاف في القارات الخمس وزار معظم دول العالم.
شكل ثنائيا متميزا مع زميله (يورا) أستاذ المراوغة في المتر المربع الواحد
كما هادي احمد وكاظم لعيبي ويوئيل وفخري محمد سلمان والبرت خوشابا وسلمان داود.
زامله شقيقه بنويل بابا في اللعب في فريق مصلحة نقل الركاب ومنتخب الجيش.
تأثر بنجوم كرة القدم الذين سبقوه مثل صالح فرج , ناصر جكو و ارام كرم.
هداف منتخب العراق للأعوام 1957 , 1959 , 1960 , 1963
صاحب فكرة ومؤسس مدرسة كرة القدم للناشئين وتحمل المدرسة اسم عمو بابا.
حظي مرات عديدة بتكريم الدولة . ومنح وسام الاتحاد من قبل اللجنة الأولمبية
تثمينا للنتائج المتقدمة التي حققها مع منتخب العراق في
البطولات والدورات العربية والقارية والأولمبية والدولية.
منح لقب مدرب (القرن العشرين) من قبل لجنة المحررين الرياضيين
في نقابة الصحفيين العراقيين باستفتاء عام 2000.
تميز عمو بابا بإنجازات كبيرة للكرة العراقية إذ فاز منتخب العراق تحت قيادته ثلاث مرات
بكأس الخليج العربي وإحرازه للوسام الذهبي في الدورة الأسيوية / نيودلهي 1982 ,
وبطولة كأس العالم العسكرية / الكويت 1979 , قاد منتخب العراق الأولمبي
مرتين إلى نهائيات الدورة الأولمبية لوس انجلس 1984 ,
وسيئول 1988 , بالإضافة إلى كأس العرب في الأردن 1988.
قاد بعض الأندية العراقية إلى بطولة الدوري والكأس منها الزوراء
والطلبة والنادي الاثوري غير مرة ونادي الرشيد عندما أحرز بطولة الأندية العربية ,
كما كانت له تجربة احترافية قصيرة في قطر والإمارات .
اصدر كتاب عن سيرة حياته تحت عنوان (شاعر الكرة ... عمو بابا).
رغم رطانته في اللغة العربية إلا انه حلو الحديث وجليس ممتع.
تخرج على يديه جيل واسع من نجوم لعبة كرة القدم في العراق.
عين مستشارا فنيا في الاتحاد العراقي لكرة القدم .
إعتزل اللعب مبكرا نتيجة إصابة وتوجه نحو التدريب في عام 1966 مع نادي المواصلات العامة في بغداد
ثم قام بتديب منتخب العراق العسكري لكرة القدم وقاد الفريق للحصول على كاس العالم
العسكري لكرة القدم للاعوام 1972 , 1977 , 1977 .
تسلم مهمة تدريب منتخب العراق لكرة القدم عام 1979 وفاز الفريق في تلك السنة
بكأس الخليج العربي لكرة القدم 1979 , قاد منتخب بلاده إلى حمل لقب
كأس الخليج أعوام 1979 و 1982 و 1984 ، و الوصول إلى نهائيات
الألعاب الأولمبية 3 مرات أعوام 80 و 84 و 88 ، و إلى احراز كأس العرب
و ذهبية دورة الألعاب الآسيوية. اكبر إنجاز له هو قيادة منتخب العراق
الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 1986 في المكسيك .
على الصعيد المحلي قاد عمو بابا فريق نادي الطلبة الى كاس الدوري العراقي عام 1981
وقام بتدريب نادي الزوراء عام 1994 .
في اغسطس 2005 اختارت اللجنة الاولمبية ووزارة الرياضة في السويد عمو بابا،
سفيرا للرياضة العراقية لدى السويد،
تثمينا لتاريخه الزاخر بالانجازات مع المنتخبات العراقية
في مايو 2006 وجه عمو بابا نداء استغاثة, بعدما اضطر الأطباء لبتر أصابع قدميه
في أحد مستشفيات الأردن متأثرا من تفاقم مرض السكري
حيث وحسب تعبيره :
" أدار الجميع من مسؤولي الرياضة في بلاده له ظهره
بالرغم من قضاءه 56 عاما في خدمة كرة القدم العراقية "
وقد اثار هذه الإستغاثة استغرابا من قبل اللجنة الأولمبية العراقية
حيث ان عمو بابا وحسب اللجنة كان قد تلقى معونة رئاسية مالية من قبل رئيس جمهورية العراق
جلال طالباني على شكل منحة لتغطية مصاريف علاجه وبلغ مقدارها (30000) الف دولار امريكي
كما تمت متابعة حالته الصحية بشكل يومي من قبل السفارة العراقية في عمان وبشخص السيد السفير نفسه .
بعد الحرب على العراق 2003 تعرض عمو بابا الى حادثة اعتداء وسرقة أموال عمليته الجراحية
حيث تمت سرقة منزله (بما فيه المبلغ الذي كان قد رصد لإجراء عملية جراحية له)
والاعتداء عليه بالضرب في العاصمة العراقية بغداد من قبل بعض المجهولين .
عمو بابا وحياته الزوجية
وفي عام 1960 تزوج من جوزفين عزيز (ابنة خالته)
وله منها ابن واحد سامي وابنتان، منى ومي..
أَما عن اشقاؤه فهم اربعة كوركيس ويونان وبنول والبيرت .
كان يحب زوجته ام سامي وهي معلمة مثقفة
لكن المشاكل الدينية فرقته عنها .. اضافةً الى من قاموا بالتفريق فيما بينهم
عندما سافرت لزيارة ابنها المقيم في الخارج .
وكان اكثر شيء يحزن مدربنا الكبير عمو بابا هو تذكره لابنه البعيد عنه سامي
حيث يبدأ بالبكاء متهماً نفسه بالتقصير ومبرر ابتعاد اولاده عنه بقوله:
ان المادة ليست هي الاهم .
وان من اكثر الاشياء ايضاً التي احزنته هو فقدانه لطيور الكناري
التي اهدتها له زوجته ام سامي .
وهو يحب ابنته الكبيرة منى كثيراً واحفاده داني وداوود وعمانوئيل
الذي اسموه على اسمه ، وهو يتمنى ان يحلوا محله ويكون احدهم رياضي
ويأخذون مكانه كلاعب جيد .
المدرسة الكروية
عمل عمو بابا على ادارة المدرسة الكروية التابعة للإتحاد العراقي لكرة القدم
ويعتبر عمو بابا هو مؤسسها ، ولكن مرضه ادى الى ابتعاده عنها في الفتره الاخيره
في هذه المدرسة قام بتهيئة مركز لإعداد اللاعبين من عمر 8-14 سنة
لنقلهم الى منتخبات الاتحاد كناشئين وشباب ، اذ قام بضخ 60 لاعب للمنتخبات ،
و كان يعتبرهم أولاده لانهم ينادوه بإسم بابا
في حين لم يسمع أولاده ينادونه بهذه الكلمة والتي كان يحن لها كثيرا ً
حياة العزوبية والتدهور الصحي
منذ ان هاجرت ام سامي قبل 10 سنوات واخذت اولاده معها
وصحة عمو بابا بدءت تسوء بالتدريج .. ومنذ ذلك الحين اصبح قليل الكلام مع الآخرين
و بقي مريضا ووحيدا في المنزل دون مساعدة
كان هو من يطبخ لنفسه لكنه رحمه الله لم يكن يجيد جميع الأكلات
فلقد علمتنه الحياة أشياء كثيرة اهم !
وفي السنوات الأخيرة تدهورت صحة عمو بابا كثيراً
ولم يمد له احد يدن العون
فقد كانت حالة عمو بابا حالته المادية ضعيفه لم يكن يملك سوى بيته
اما المفاجاة الساره لعمو بابا في عمان فكانت لقاءه بنجله الوحيد سامي
الذي لم يكن قد التقاه لمدة11 عام، حيث يقيم الاخير في فرنسا.
سامي حضر خصيصا برفقة زوجته وسيلة (فرنسية المولد جزائرية الاصل)
التي قالت انها المرة الاولى التي تشاهد فيها والد زوجها ووصفته بانه طيب للغاية
بعدها تدهورت حالته لدرجة كبيرة في مايو 2006 واضطر الأطباء لبتر أصابع قدميه
متأثرا من تفاقم مرض السكري حيث اجريت له عدت عمليات
وقرر الاطباء إدخاله المستشفى بشكل دائم للسيطرة على استقرار السكري في جسمه
وارتفاع ضغط الدم بالاضافة لمعالجة عينه اليمنى والحفاظ على البصر الباقي فيها
بينما فقد البصر في عينيه اليسرى الى حد كبير
ولم تكن الرؤية بها تتعدى 20% بسبب السكري الذي أثر على الشبكية .
و الاربعاء المصادف الموافق 27 أيار عام 2009
اعلنت مستشفى آزدي في دهوك بإقليم كردستان العراق
وفاة شيخ المدربين و راعي الكره في العراق
عن عمر يناهز 75 عام
إثر تعرضه تعرضه لوعكة صحية
لتفقد الرياضه العراقيه بذلك ، عمودا ً اساسيا ً في اركانها
و لينتهي زمن الذكريات الجميلة !
رحم الله عمو بابا وأسكن روحه الجنة
تحياتي لكم